الجمعة 20 جمادي الأولى 1446
الذكر بعد الوضوء
الإثنين 11 أبريل 2022 2:00 مساءاً
550 مشاهدة
مشاركة

** يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء) [حم 16912، م 234، ت 55، ن 148، جه 470، وزيادة (وحده لا شربك له) عند الترمذي وأحمد، وزيادة (وأشهد) قبل قوله (أن محمدا) عند الترمذي والنسائي وابن ماجة، وزيادة (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) عند الترمذي فقط، ولكن هذه الزيادة صحيحة ولها شواهد، ولفظ مسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله)، ينظر شرح البلوغ للعودة 2/735] 

** هناك زيادة أخرى بلفظ (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) روى ذلك النسائي في سننه الكبرى [9909]، وقد اختلف العلماء في هذه الزيادة فمنهم من قال إنها صحيحة موقوفة على أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وهذا رأي الدارقطني والنسائي وغيرهما ورجحه ابن حجر في التلخيص، ومنهم من قال إن هذه الزيادة ضعيفة مطلقا المرفوع منها والموقوف كالنووي، والصواب أن المرفوع منها ضعيف، أما الموقوف على أبي سعيد فهو ثابت، ولذلك قال ابن حجر في التلخيص: "فأما الموقوف فلا شك ولا ريب في صحته -ثم ساق إسناده ثم قال- وهؤلاء من رجال الصحيحين فلا معنى لحكمه عليه بالضعف" [التخليص الحبير 1/102] ولكن هذا الموقوف له حكم الرفع لوجهين: 

الوجه الأول: أن هذه الأذكار والمحافظة عليها مما يتلقاها الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحرصون على الاتباع فيها، ولذلك لما قال البراء بن عازب "وبرسولك الذي أرسلت" قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا، وبنبيك الذي أرسلت).

الوجه الثاني: وهو أقوى، أن أبا سعيد قال في روايته: "أن من قال (سبحانك اللهم وبحمدك) عقب الوضوء كتب له في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة"، ويبعد جدا أن يقول أبو سعيد هذا من رأيه، وهو ممن لم يعرفوا بالرواية عن بني إسرائيل، فالحديث له حكم الرفع، وعلى هذا فيقول المتوضيء إذا انتهى من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. [انظر زاد المعاد 2/389]