** الدباغ هو تنظيف الجلد ومعالجته بمنظفات ومطهرات ليزول ما فيه من قذر ونجاسة ورطوبة، وتمر الدباغة أولا بمرحلة الإعداد للفروة، ويشمل ذلك إزالة طبقة اللحم الملتصقة بالفروة، ونزع الشعر، ثم الضرب، وذلك بوضعها في حمام من الحمض متوسط القوة لمعادلة محاليل نزع الشعر المتبقية في الجلد، كما تعالج الجلود للحفاظ عليها من التعفن بوضع الملح على الجانب اللحمي من الجلد أو بنقعها في محلول ملحي، أو بتجفيفها جزئيا ثم تمليحها أو بتجفيفها فقط.
ثم تأتي مرحلة الدبغ، وهناك أربع طرق رئيسية لدباغة الجلود:
أولا: الدباغة النباتية: وتتم في أحواض كبيره مملوءة بمحاليل الدباغة والتي تحضر من الماء ومادة التانين، والتانين مادة مرة يمكن الحصول عليها من بعض النباتات مثل أشجار البلوط أو أشجار الشوكران أو أشجار المانجروف أو أشجار السنديان أو أشجار الكيوبراكاو، ويزيد العمال من قوة محلول الدباغة تبعا للوقت الذي تترك فيه الجلود في المحلول، وتستغرق عملية الدباغة النباتية عادة من شهر إلى ثلاثة شهور ولكن الجلود السميكة قد تتطلب دباغتها سنة كاملة، وتتميز الجلود المدبوغة بأسلوب الدباغة النباتية بصلابتها ومقاومتها العالية للماء بالمقارنة بالجلود المدبوغة بالكروم. والجلود المعاملة بالدباغة النباتية يتم تشبيعها بمواد مثل الزيوت والدهون وهذا التشبيع يجعلها طاردة للماء وأكثر مقاومة للبلى، وتستخدم الجلود المدبوغة بالطريقة النباتية في تجليد الكتب وصناعه السيور الثقيلة للآلات وتستخدم الدباغة النباتية النقية في صناعة بعض الجلود الخاصة، مثل جلد الريحان المصنوع من جلود الأغنام وبعض جلود البقر والنعام ووحيد القرن وكلب البحر.
ثانيا: الدباغة بالكروم: وهي أكثر أنواع الدباغة المعدنية انتشارا وتجرى باستخدام محلول دباغة من أملاح الكرومات (مركبات الكروم)، وقبل الدباغة بالكروم تحفظ الجلود بنقعها في محلول من حمض الكبريتيك والملح ويستمر نقع الجلود حتى يصل محتواها الحمضي إلى درجة معينه، ثم تزال الجلود وتغسل، وبعد عملية الغسيل يضع العمال الجلود في أسطوانات الدباغة المملوءة بالماء وكبريتات الكروم ويكسب محلول كبريتات الكروم المستخدم في دباغة الجلود لونا أزرق فاتحا. تتم عملية الدباغة بالكروم عادة خلال ساعات قليلة بصورة أسرع من الدباغة النباتية. وتكون الجلود المدبوغة بالكروم أكثر مقاومة للحرارة والخدش وأكثر مرونة وأسهل في التطرية وبوجه عام تستخدم الجلود المدبوغة في الكروم في صناعة الطبقة العلوية للأحذية والقفازات والمحافظ والأمتعة وتنجيد المفروشات. وعلى الرغم من جودة الدباغة بالكروم إلا أنه في بعض الحالات قد تعاد دباغة بعض هذه الجلود باستخدام الدباغة الصناعية (مواد دباغة صناعية) ومحاليل الدباغة النباتية إضافة إلى مواد تحتوي على الفورملدهيد (الدهيد النمل) وذلك لإكسابها خصائص معينة.
ثالثا: الدباغة المختلطة: وتتضمن استخدام كل من الدباغة بالكروم والدباغة النباتية، وتستخدم الدباغة المختلطة في إنتاج جلود ذات خواص معينه مثل جلود الملابس شديدة النعومة أو القفازات أو الطبقة العلوية للأحذية، ويتم في المدابغ الحديثة دباغة معظم الجلود بالكروم إما دباغة كاملة وإما دباغة أولية تسبق الدباغة النباتية، وتسرع الدباغة الأولية من عملية الدباغة النباتية كما أنها تكسب الجلود المدبوغة نباتيا مرونة أكبر، وتتم دباغة بعض نعال الأحذية نباتيا ولكن عادة تجري لها دباغة أولية باستخدام الكروم.
رابعا: الدباغة بالزيوت: تستخدم في جلد الشمواه المصنوع من جلود الماشية ويزال الصوف من جلد الماشية، ويتم بعد ذلك شق الجلد إلى طبقات وتستخدم الطبقات القريبة من اللحم في صناعة الشمواه، ويبدأ العمل بكشط الجلد لإزالة الخلايا الدهنية ثم يتم وضع الجلود المكشوطة في آلة محتوية على مطارق لدفع زيت كبد الحوت داخل الجلد، وبعد اختراق الزيت للجلد تزال الجلود من الآلة وتجفف ثم يتم فردها لتطريتها وإعطائها مظهرا وبريا، وتستخدم هذه الطريقة في دباغة جلود السرج والجلود المستخدمة في الآلات، وعلى الرغم من جودة الجلد المدبوغ بهذه الطريقة إلا أنه تجري أحيانا دباغة تلك الجلود بالكروم قبل دباغتها بالزيت.
ثم تأتي مرحلة الفصل، وفيها يتم إخراج الجلود المدبوغة من محاليل الدباغة وتجفف، ويجري بعد ذلك شق بعض هذه الجلود باستخدام آلة تقوم بشق بعض الجلود إلى طبقتين وتسمى الطبقة العلوية المحببة، والطبقة السفلية اللحمية تسمى عادة الجلد الناعم، ثم مرحلة الصباغة والتشطيب.[موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت]